معركة
العلم
اتسم
الربع الأخير من القرن العشرين بكثافة و جرأة النظريات العلمية و تطبيقاتها، حيث
تنزل على رؤوسنا من حين لآخر أخبار تلك الأبحاث و النتائج العلمية نزول الصواعق.
فإذا كنا نحتاط لأنفسنا من الصواعق الرعدية
بما يسمى (موانع الصواعق) فإن الصاعقة العلمية ليست أقل خطراً على فكر و عقل
المواطن و عقيدته و توازنه، و تحتاج هي الأخرى إلى ما يمكن تسميته (مانع بلبلة) و حيث
أن هذا التطور العلمي يواكبه كثير من اللغط؛ فتتضارب حوله الآراء و تختلف حياله
الأحكام و الاجتهادات و يتحول الخبر العلمي عندنا إلى مجرد (قضية جدلية)! بدءاً من
قضية نقل و زراعة الأعضاء وصولاً إلى قضية حمل الرجال مروراً بقضايا الاستنساخ و التحكم
في نوع الجنين و تعديل الصفات الوراثية عن طريق اللعب في الجينات الوراثية لتغيير
طبيعتها إلى آخر ما يستجد من قضايا ـ إن كان له آخر
مما يجعل من تشكيل (لجنة عليا) لوضع الأسس و المبادئ للتعامل مع نتائج و تطبيقات الأبحاث العلمية المتقدمة أمراً حتمياً على أن تكون هذه اللجنة جاهزة لدراسة ما يستجد من نتائج أولاً بأول و عرض توصياتها على الجهات المعنية و المختصة و على الرأي العام أيضاً... و ذلك حتى نقضي على الآثار السلبية لتلك الصواعق العلمية و نحمي المجتمع من تبديد طاقاته في صراعات فكرية عقيمة بعيداً عن ما تفرضه علينا حتمية التفرغ للإسهام الفعلي في معركة التنمية الشاملة.
مما يجعل من تشكيل (لجنة عليا) لوضع الأسس و المبادئ للتعامل مع نتائج و تطبيقات الأبحاث العلمية المتقدمة أمراً حتمياً على أن تكون هذه اللجنة جاهزة لدراسة ما يستجد من نتائج أولاً بأول و عرض توصياتها على الجهات المعنية و المختصة و على الرأي العام أيضاً... و ذلك حتى نقضي على الآثار السلبية لتلك الصواعق العلمية و نحمي المجتمع من تبديد طاقاته في صراعات فكرية عقيمة بعيداً عن ما تفرضه علينا حتمية التفرغ للإسهام الفعلي في معركة التنمية الشاملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر مقالي هذا في جريدة الأهرام المسائي بتاريخ 14/5/1999 صفحة 7